المثقف
المثقف
#المثقف
سأل المعلم و هو جالس فی الصف : من هو المثقف ؟
ما کان لأحدٍ صوتا و لا همسا .. الانظار کانت تبلغ خوفا ، السئوال کان غریبا جدا .. الکل یعرف من هو المثقف لکن ما کانت بوسعهم أن یشرحوها بوضوح و یفسرونها بطلاقة لهذا طخت رؤوسهم علی الارض ..
قال المعلم و هو غاضبا علیهم : لایوجد فیکم من یعرف ؟
لا یوجد فیکم من یحس ،
لا یوجد فیکم من یرید أن یکون هو المثقف ؟
قام من مکانه و ذهب نحو المنصه ، و نظر إلی التلامیذ و قال :
لا تخافوا .. لن اعاتبکم .. قولوا ای شی ..
أجیبونی .. لن اعاقبکم .. !
فقام احمد و صرخ بوجه المعلم بصوت عال للغایة ..
ضحکوا التلامیذ .. قال المعلم انکتموا ..
و غضب علی احمد ، و قال : ما بک ایها الاحمق !
فتبسم احمد و قال ..
" اصرخ لتسمع نفسک ،
واصرخ لتعلم أنک ما زلتَ حیّاً وحیّاً ،
وأن الحیاة على هذه الأرض ممکنةٌ " [1]
قال المعلم أخرج من الصف و لا تتکلم بحرف ..
ابتسم و استعد للخروج ، فولی وجهه نحو الباب و قام و تمشی حتی یخرج من الصف وهو یبتسم و ینظر الی المعلم بنظرة غریبة ..
قال المعلم قف فی مکانک .. لماذا تبتسم ایها الغبی !
هل تری عملک مضحک .. ؟
قال احمد : أنت قلت یا حضرة المعلم
' لا تخافوا .. لن اعاقبکم .. ' هل نسیت ؟
و اما المثقف لا ینسی شیئاً ، یعرف إن هذا الکلام ، کله هراء و إن العقاب وراءه مدام ، فلا یوجد حل الا الصراخ ..
و بعدها یرسم البسمة فی وجهه ، لیحی الامل ، یصبر و یستمر و لا یخجل !
" محمد نبهان ، الاهواز ' 29 یونیو 2016 "
[1] #محمود_درویش